يَا نَفْـسُ مَهْـــلًا (قصيدة)

قصيد قالها الشاعر لإظهار سآمته من نفسه وهواها ، مع مؤاخذتها بسيطرتها وتغلبها على القلب ؛ وبالتالي سيطرة القلب على جميع الجوارح فيما لا يرضيه الله تعالى ، وهي كالتالي :

يَا نَفْـسُ مَهْـــلًا

1. يَا نَفْسُ مَهْلًا عَلى إغْراءِكِ الْجَانِي1	أسْأَمْتِنِي مِنْ طِلَابٍ2 فِعْلَ عِصْيَانِ
2. هَنُوكِ لَا شكَّ أمْرُ الْقلْبِ مَعْصيةً	أَلَسْتِ تَدْرينَ مَااسْتهْواهُ أغْرَانِي3
3. لَا تَعْتنِي بِاعْتِقالِ4 الْقلْبِ طَاغِيَةً	فَيَرْأسَ الْجسْمَ فِي عِصْيانِ رَحْمانِي
4. يُغْرِي عَلى الظُّلْم حِينًا ثُمَّ يَأْمرُنِي	شَنائِعًا5 نُوَّعتْ مِنْ بيْنِ أَلْوَانِ
5. حِينًا أُؤَخِّرُ آدَاءَ الصَّلَاةِ وَلَمْ	أعْرفْ بِأسْوَءِهِ ، وَاللَّهُ يَنْهانِي
6. إنَّ الْأَغَانِيَ حُقْنٌ صَارَ بِي سقَمًا6	لِكثْرَةِ الْاسْتِمَاع فَهْيَ سُلْوَانِي7
7. كَمْ يشْمئِزُّ8 فُؤَادِي دُونَمَا نَدَمٍ	إِذَا أصَغْتُ إلَى تَرْنِيمِ9 قُرْآنِ
8. أوْ يَشْمَئِزُّ إِذا الأسْماعُ أُسْمِعُهَا	كَلامَ داعٍ إلَى التَّقْوى وَ إحْسَانِ
9. تَسْتمْتِعُ العيْنُ إنْ كَانتْ تُنظِّرُنِي	حينًا بِغاءً10 وسُوءًا عنْد نِسْوانِ
10. إيهِ11 لِسانِي فقدْ أحسسْتُ آفتَهُ12	فإنَّ آفتَهُ مِنْ قوْلِ بُهْتانِ13
11. كمْ كنْتُ أغتابُ قوْمي لمْ أصُنْ عِرِضًا	كما أنُمُّ بِهِمْ مِنْ بيْن أقْرانِ
12. و يحْمِلُ القَلْبُ حِقْدا ضدَّ كلِّهِمِ	حتَّ أُؤنِّبُهُ مِنْ كَثْر أضْغانِ14
13. واليدُّ كمْ ظلَمتْ ظلْمًا بِبَطْشَتِهَا15	والرِّجْلُ كمْ قُدِّمتْ في ظُلْمِ إنْسانِ
14. غِذاءُ بَطْني مِن المَحْظورِ16 أكْثَرُهُ	ولا أبالِي وحتَّى كأْسَ فِنْجانِي17
15. كَمْ مِنْ فَتاةٍ لقدْ كنَّا لهَا خَدِنًا18	بَعْضًا بِبَعْضٍ ، ولَلْعِصْيان حِسبانِي19
16. تلْك العلاقاتُ قدْ كانتْ مُحرَّمةً	لكنَّ تَزْيينها مِنْ عنْدِ شيْطانِ
17. و الوقْتُ تضْيِيعُه حدِّثْ بِلا حرَجٍ	في غيْرِ فائدةٍ مِنْ جلِّ أزْمانِ
18. فالْعُمْر يزدادُ والأيَّامُ تُنْقِصهُ	ليْستْ زيادَاتُهُ إلا بِنُقْصانِ
19. ياَنفْسُ هلاَّ تركْتِ الفعْل عاجلةً	فَكيْفَ تعْصينَ ربِّي ، وهْوَ يرْعانِي
20. أتخْجَلِين مِن الذَّنْبِ وتَفْعلَهُ	وَلَيْس يخْدِشُ إلاَّ عظمَ إيمَانِي20
21. هلاَّ تكُونِنَّ دوْمًا مَنْ تُطَمْئنُني	حتَّى أكُونَنَّ مِنْ أخْيارِ سودَانِ
22. وحرِّضِيني أيَا نفْسِي عَلى عجَلٍ	فِي طَاعةِ اللَّهِ ذِي عزٍّ وَ غُفْرانِ
23. تُوبِي إلى الله إنَّ العفْوَ مُحْتمَلُ	فَتوْبةُ العِبْدِ تمْحو زَلَّةَ الجانِي
24. يَا اللَّه يا ربَّنا في الطَّوْعِ أوْ كَرَهٍ	فاصْرفْ هَوايَ عَنِ الذَّنْبِ و طُغْيانِ
25. و سهِّلَنْ ذَعْنَ21 قَلْبي في تعبُّدِهِ	و أن تكونَ عبَاداتِي بِعِرْفانِ22
26. و صلِّينَّ على الْماحِي مُؤبَّدةً	وها أصَلِّي عليْهِ فهْوَ بُرْهانِي
فضل حسن سيلا الشاعر البولي
امباكي-بول ، جربل ، السنغال.
حرِّرتْ في يومِ 07/07/1432هـ الموافق لـ 09/06/2011م

1- الآثم ، مرتكب الجناية ، الظالم . 2- مصدر طلب. 3- استهوى : أثر في غيره واستماله إليه واستحوذ على قلبه وعقله. أغرى : جذب ، أثار الرغبة أو الشهوة. 4- ألقى القبض عليه وسجنه ، كناية عن السيطرة والتسلط عليه .  5- جمع شنيع : قبيح . 6- الحقن بفتح القاف - وسكن للضرورة - : جمع حُقْنة : دواء ، أو سائل يُحقن في الجسم . السقَم : طول المرض . 7- تسلية وراحة النفس . 8- ينقبض وينفر منه كراهة . 9- التغني به . 10- التكسُّب بالفجور أو الدعارة . 11- اسم فعل أمر بمعنى : زدْ ، وامْضِ في الحديث . 12- كل ما يصيب شيئا فيفسده من مرض أو عيب وغيرهما . 13-  الكذب والافتراء . 14- جمع ضِغْن : الحقد الشديد . 15- ضربة أو أخذة شديدة . 16- الحرام . 17-  قدح صغير من الخزف ونحوه تُشرب فيه القهوة ونحوها ، وفيه كناية عن القليل . 18- حبيب . 19- ظني ، أي كان الأمر المترقب المنتظر . 20- يخْدِش : يخمش بأظافره وجرح بشرته ، والمراد به : يعيب وينقص الإيمان . 21- الخضوع والانقياد .